شبكة قدس الإخبارية

رام الله .. المحررون المقطوعة رواتبهم يلبسون أكفانهم ويرددون وصاياهم  

thumb-1.php

رام الله المحتلة - قدس الإخبارية : يستمر الأسرى الفلسطينيون المقطوعة رواتبهم في تصعيد خطواتهم؛ احتجاجاً على تهميش قضيتهم من قبل الحكومة الفلسطينية وعدم إعادة رواتبهم المقطوعة منذ عام 2007.

منذ أربعين يوماً يعتصم الأسرى المحررون وسط رام الله، حيث تعرّضوا أمس لاعتداء من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي صادرت خيامهم ومعداتهم التي كانوا يستخدمونها.

وبسبب عدم الاستجابة لمطالبهم من قبل المسؤولين الفلسطينيين، صعدّوا من خطواتهم ولبسوا أكفانهم وكتبوا وصاياهم، محمّلين مسؤولية استشهادهم للقيادة الفلسطينية والأجهزة الأمنية. 

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه الأسرى المحررون اليوم الأربعاء، وسط مدينة رام الله، حيث ارتدى كلّ واحدٍ منهم كفنه، بالتزامن مع استمرارهم في الإضراب عن الطعام لليوم التاسع عشر على التوالي، والإضراب عن الماء لليوم الثاني.

وجاء في وصية الأسرى المحررين المشتركة والتي ردّدها الناطق باسمهم علاء الريماوي: “وصيتنا لكم أن تدفنونا هنا في هذا المكان، وألا يصلي علينا منافق ولا كاذب ولا متخاذل ولا مسؤول ولا خائف ولا أي شخص رضي أن يكون تحت الظلم ولم ينطق”.

“نوصيكم أن تكون جنازاتنا بلون الدم الفلسطيني، وأن تكون شعاراتكم فلسطين التاريخية، نوصيكم أن تكون رمزيتكم رمزية المقاومة، وألا يسود البكاء يوم استشهادنا، وأن ترفعوا على كل مؤسسة رسمية علماً أسودَ”.

وختموا وصيتهم بالقول: “نوصيكم بأن تقولوا لكل مسؤول ظالم ..لست ممثلاً للشعب الذي ضحى من أجل هذا الوطن”.

من جهته، قال رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا “إنه ليس من العدل تجاهل هذه القضية الوطنية والإنسانية بامتياز، فالأسرى المحررون مناضلون أفنوا حياتهم داخل المعتقلات دفاعًا عن قضية شعبهم، ولا يجوز تجاهل مطالبهم العادلة بل يجب احترامهم وتقديم كل ما يلزم لهم”.

وأضاف في بيان له، إن هؤلاء الأسرى يستحقون منا الوفاء والتقدير على تضحياتهم وعلى ما قدموه في سبيل عدالة قضية شعبهم، معتبراً بأن قطع رواتبهم ظلم.

ووجه المطران نداء إلى الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير ولرئاسة الحكومة بضرورة تصويب هذا الخطأ واتخاذ مبادرة سريعة وعاجلة بإعادة الرواتب لهؤلاء الأسرى الذين لا يجوز أن يظلموا بهذه الطريقة.
وأعرب حنا عن تضامنه مع الأسرى المحررين وناشد القيادة الفلسطينية بأن تقوم بمبادرة لإنصافهم قائلاً: “إن من ضحى في سبيل الوطن لا يجوز أن يُترك لقمة سائغة للجوع والفقر والعوز”.

ويعود قطع رواتب الأسرى المحررين إلى عام 2007 في أعقاب الانقسام، وغالبيتهم ممن أمضوا في سجون الاحتلال فترات تتراوح ما بين 10 و21 عامًا.

ومن المتعارف عليه أن الأسير المحرر يُصرف له مرتب وفقًا لقانون الأسرى والمحررين، في حال أمضى في سجون الاحتلال أكثر من خمسة أعوام.